القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شهر رمضان استقباله - قيامه - أصناف الناس فيه
12205 مشاهدة print word pdf
line-top
التقرب بالعبادات إلى الله

وإنَّ من جملة العبادات ما يتقرب به العباد في هذا الشهر الكريم شهر رمضان فإنهم يتقربون بأنواع من العبادات، فيتقربون بصيامه الذي هو فريضة من فرائض الإسلام، ويتقربون بقيام لياليه ويرجون بذلك مغفرة الذنوب والآثام، ويتقربون بكثرة الصدقات والنفقات في سبيل الله تعالى، يرجون بذلك جزيل فضل ربهم سبحانه وإكرامه، ويتقربون بتلاوة القرآن، ويتدبرونه ويتعقلون ما فيه من الفوائد والأحكام؛ وبذلك يكونون من أهل الإيمان والإسلام.
إنَّ من جملة العبادات في شهر رمضان قيام لياليه، فإنها قُربة وعبادة، بيَّن نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- فضل قيامه، وحث عليه، وفعل ذلك، ورغب فيه، فقال-صلى الله عليه وسلم- من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقال- صلى الله عليه وسلم - إن الله فرض عليكم صيام رمضان وسننتُ لكم قيامه وكذلك رُوي عنه -صلى الله عليه وسلم - إن الله جعل صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا فأخبر أن قيام هذه الليالي نافلة وتطوع، ولكنه من أسباب مغفرة الذنوب وتكفير الخطايا، وكفى بذلك ثوابًا كبيرًا وأجرًا عظيمًا، ولكن مغفرة الذنوب في هذا الشهر اشترط لها ثلاثة شروط في هذا العمل:
شرط القيام، وشرط الإيمان، وشرط الاحتساب، فمن كمَّل هذه الشروط رُجي مع حُسن النية مغفرة الذنوب، فلا بد من إكمال قيام هذه الليالي، والإكثار من الأعمال التي تطلب في هذا القيام، وكذلك لا بد أن يكون القائم مصدقا بأن هذا التهجد عبادة، وقربة وطاعة، وأن ربنا سبحانه رتب عليه المغفرة، وأنه أحبَّ من عباده أن يقوموا هذه الليالي ويقنتوا فيها، ولا بد أن يكون راجيا لفضل الله معترفا بنقصه وخطاياه، معتمدًا على الله أنه هو الذي يغفر الذنوب ويقبل الأعمال، ويضاعف الأجور، فمتى كان كذلك رُجي أن تُغفر له ذنوبه، وقد قيل: إن المغفرة للخطايا الصغيرة، أما الكبيرة فإنها تحتاج إلى توبة، فقد ورد أنه -صلى الله عليه وسلم - قال: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر .
فهذه الأعمال مكفرات لما بينهن، ولكن هذا الشرط الذي هو اجتناب كبائر الذنوب.

line-bottom